المسرح والارتقاء بالقائمين على تربية الطفل لتکوين الذکاء الوجودي - مسرحية نريد الحياة نموذجاً-

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس علوم المسرح - قسم العلوم الأساسية - کلية التربية للطفولة المبکرة - جامعة الإسکندرية

المستخلص

خلال ما قدمته الدراسة من رؤية تحليلية للفلسفة الفکرية الکامنة في ماهية الذکاء الوجودي، وارتباطه الوثيق بالوصول لمعنى الحياة، الذي تجسد في مادتها الفنية (نريد الحياة) نصًا وعرضًا، واستنباطها الرسالة التربوية المنبثقة من العمل الفني الموجه للقائمين على الطفولة، سواء بشکل رسمي مؤسساتي أو بشکل حياتي متمثل في الأبوين، وإدراکهما أهمية عقد شراکة فکرية مع هذه الفئة، والتوجه لهم بکل الطرق المعرفية والفنية، بهدف منحهم الأساليب والمفاهيم والطرق، التي تمکنهم من التفاعل مع أخطر مراحل عمر الإنسان بالصورة الأنسب والأکثر ملاءمة لطبيعتها، للوصول بها إلى أعلى درجات النمو الإدراکي، الذي يمکنها من التغلب على عقبات حاضرها، بهدف صناعة مستقلها المأمول.
وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج حول هذا الشأن حيث:
-       للطفولة فلسفتها الخاصة الباحثة عن المعرفة، وکشف المجهول خلال اعتمادها على توظيف ذکاءاتها المتنوعة المتفاوتة والمختلفة في القدرة بالصورة التي تمکنها من تحقيق الهدف المعرفي وفق النمط الذي تنتمي إليه.
-       أکد جاردنر أن الذکاء الوجودي هو المرحلة النهائية من نظريته للذکاءات المتعددة، وأن عملية تحققه تتطلب العناية بذکاءات الطفل، وتغذيتها، وفق قدراتها حتى يتمکن من تکوين ذکاء وجودي خلال مراحل النمو المختلفة.
-       ربط جاردنر بين الذکاء الوجودي وإدراک الفرد معنى الحياة، الأمر الذي جسده يوسف عز الدين عيسى في نصه (نريد الحياة)، صائغًا من شخوصه أبواقًا تنقل رسالة فلسفية حوارية، موجهة للقائمين على الطفولة، تکشف السلبيات وانعکاساتها، مانحًا المتلقي الفرصة للبحث عن الحلول الممکنة، للخروج من الأزمة.
-       أوضح النص طبيعة الأطفال الذين لديهم سمات ذکاء وجودي موضحًا شکل التفکير، وفلسفة البحث في المعرفة لديهم، التي تمثل لديهم معنى الحياة، کما ربط النص بين الواقع والخيال، ليتمکن من تجسيد الفجوة الکامنة بين ماهية القوالب التلقينية، التي يتم توظيفها مع الطفل في سنواته الأولى، وطبيعته العقلية التي تتطلب أساليب أکثر مرونة وعمقًا، لتحقق له التوسع في الخيال والاکتشاف والتأمل والإبداع المأمول.
-       أکدت الدراسة أن مرحلة الطفولة تستلزم الاهتمام ببناء العقل بشکل واع سليم، لأن طبيعة الوصلات العصبية في الدماغ تدمر، إذا لم يتم تغذيتها، ومن ثم تدمير مراکز الإبداع، الأمر الذي جسده عز الدين عيسى في نصه، حيث نقل الأزمة على لسان أطفاله من الجنسين.
-       وظف العرض تقنية الجروتيسک في رؤيته التجسيدية للحدث المسرحي، بهدف کشف السلبيات الکامنة، والتوجه لها بفکر تعليمي يثير عقل المتلقي من القائمين على الطفولة ويحقق المتعة لجمهور الطفل.
-       لعب التجسيد الجروتيسکي لمشاهد الميتاتياتر، التي صاغها الکاتب في نصه دورًا بارزًا في تجسيد الصورة الذهنية لدى الأطفال حول، رؤيتهم لأفعال الکبار، وانعکاساتها على ماهيتهم، ومن ثم مستقبلهم أو معنى الحياة.
-       اهتم التجسيد الجروتيسکي في العرض بهدم الأفکار الاتکالية والحلول الخيالية، والارتکان إلى قسوة الظروف، وحمّل المسئولية کاملة للبالغين – القائمين على تربية الطفل -  في دعمهم للأطفال، ومنحهم طرق التغلب على سلبية حاضرهم، عن طريق دعم ذکاءاتهم، ليحققوا قدرًا کبيرًا من الذکاء الوجودي، الذي يمکنهم من إدراک معنى الحياة الملائم لطبيعة کل منهم، وفق قدراته الإدراکية له ولمن حوله.
 

 
أولاً: المصادر والمراجع العربية والمترجمة:
1-       إبراهيم الفقي، قوة الذکاء الروحي، ثمرات للنشر والتوزيع، ط 1، 2011.
2-      أبو الحسن سلام، مسرح الطفل، الإسکندرية، دار الوفاء لدينا الطباعة، 2004.
3-      أحمد أوزي، سيکولوجية المراهقة، مطبعة الفرقان، الدار البيضاء، 1986.
4-     أحمد ضياء هادي، "الميتا مسرح وتمثلاتها في العرض المسرحي العراقي المعاصر، مخطوط رسالة ماجسيتر (غير منشورة)، العراق، جامعة بابل، کلية الفنون الجميلة، 2016
5-       أحمد فؤاد أبو حميد، نظرية تأثير الفراشة- الخطاب البديل، عالم المعرفة www.idareact.org
6-      أحمد کمال، 18 عام على رحيل يوسف عز الدين رائد الدراما الإذاعية، جريدة الأهرام 15/10/2017.
7-      إسراء ياسين، موسوعة النبلسي 10/5/2019 https://www.mawdoo3.com
8-      إسماعيل الملحم، کيف نعتني بالطفل وأدبه، دمشق، دار علاء الدين، 1994.
9-       إسماعيل أحمد أرنوط، الذکاء الروحي والوجودي وعلاقته بجودة الحياة، مجلة رابطة التربية الحديثة، المجلد 1، العدد الثاني، 2008.
10-      إقبال نعيم، الجروتسک في العروض المسرحية، الشارقة، دار الثقافة والإعلام، 2015.
11-     أنوار عبد الله أبو خالد، هل الغباء وراثة، جريدة الرياض 2006
12-    إيثار جمال، "فن الحياة" لماذا يجب أن يتعلم الأطفال الفلسفة؟
https://www.sasapost.com1/5/2018       
13-    بشرى إسماعيل، الذکاء الروحي والوجودي، مجلة کلية التربية بنها، المجلد السابع عشر،7، العدد 72، 2007.
14-     تمام علي برکات، کسر الإيهام بين مفهوم الجدار الرابع ومعناه، جريدة البعث، 12/1/2015.
15-     جابر عبد الحميد جابر، الذکاء ومقاييسه، القاهرة، دار النهضة العربية، 1997.
16-    جودت عزت عبد الهادي، علم النفس التربوي، عمان، دار الثقافة، 2000.
17-    جميل حمداوي، "الجروتسک في خدمة الطفل" المظلة، المغرب، 7/9/2009.
18-    حافظ الجمالي، علم النفس ونتائجه التربوية، دمشق، دار اليقظة العربية للتأليف والنشر، 1989.
19-     حمدان محمد علي إسماعيل، القائد الصغير-مواهبه وذکاءاته المتعددة، المجموعة العربية للتدريب والنشر، 2015.
20-     حمدي عبد الحارس البخشوي، الخدمة الاجتماعية التربوية، المکتب العلمي للکمبيوتر والنشر والتوزيع، القاهرة، 1998.
21-    داليا عاصم، يوسف عز الدين عيسى رائد الواقعية السحرية الذي تجاهله النقاد، جريدة الشرق الأوسط، الأربعاء 10/7/2015.
22-   راندا حلمي، الجروتسک بين الفکر والفرجة في مسرح الطفل، مجلة التربية النوعية، جامعة المنوفية، يوليو 2016.
23-   راندا حلمي، نظرية الذکاءات المتعددة وتفعيلها في مسرح الطفل، مجلة التربية النوعية، جامعة المنوفية، ابريل 2019.
24-    رضا غالب، الميتاتياتر، المسرح داخل المسرح، القاهرة، أکاديمية الفنون، 2006.
25-    سليمان الخضري الشيخ، الفروق الفردية في الذکاء، القاهرة، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، 1990.
26-   عبد الواحد الفتيهي، الذکاءات المتعددة التأسيس العلمي، مجلة علوم التربية، ط1، 2012.
27-  فيکتور إيميل فرانکل، الإنسان يبحث عن المعنى-مقدمة في العلاج بالمعنى التسامي بالنفس ترجمة: طلعت منصور، الکويت، دار القلم للطباعة، 1946.
28-   قيصر زحکا، رمزية الأرقام في الحياة النفسية والعصبية
Alternative-Medicine I
29-    محمد الکغاط، المسرح وفضاءاته، دار البوکيلي للطباعة والنشر، ط1، 1996.
30-    محمد رضا المظفر، المنطق، 2018
https://arm.wiquite.org.
31-   مختار أحمد الکيال، حسين حسن طاحون، صفاء علي عفيفي، الذکاءات المتعددة-النظرية- القياس- التطبيق، مرکز التمييز التربوي، القاهرة، کلية التربية، جامعة عين شمس، 2013.
32-  مصطفى محمود، تقنيات المخرج المؤلف والمؤلف المخرج في العرض المسرحي المصري، مخطوط ماجستير (غير منشورة)، القاهرة، جامعة حلوان، کلية الآداب، قسم المسرح، 2011.
33-  مها إبراهيم الکلثم، نظرية الذکاءات المتعددة 4/11/2016 mawdo3.com
34-   ندرة اليازجي، "الحياة والموت من منظور العلم والفلسفة".
www.moaber.org
35-  ندوة حول الذکاء الوجودي وتنميته للقائمين على تربية الطفل بالحاضنة التکنولوجية للمبتکرين، جامعة الطفل، جامعة دمنهور، نوفمبر 2019، وذلک من خلال دعوة من د. راندا حلمي، رئيس قسم العلوم الأساسية بکلية التربية للطفولة المبکرة، جامعة دمنهور.
36-   هاني مطاوع، "مجلة الفن المعاصر، قراءة في ماهية الميتاتياتر وخصائصه، القاهرة، أکاديمية الفنون، المجلد الأول، العدد الثاني 1986.
37-   يوسف عز الدين عيسى، "نريد الحياة" ومسرحيات أخرى، القاهرة، دار المعارف، 1954.
ثانيًا : المصادر والمراجع الأجنبية:
38-  Gardner H (November 1995). Reflections on multiple intelligence Myths and messages, Phi Delta Kappau.
39-  Gardner. H (1983). The theory of multiple intelligences, New York.
40-  Gardner. H. (2000) intelligence reframed multiple intelligence for 21st century, New York, USA.
41-  Sharif. Hassan Pasha (2008), The introductory study of Gardenr's compatibility, Ph Dissertation Azad university, tran.
42-  Pierre . Hadot (1995), Phillo sophy as a way of life, trans Michael chase, Black well publishing.
43-  Roddy Isles, Head of press (2005) Batterfly Children, university of Dundee.
44-  EN, Lorenz The essence of chaos, university of Washington Press 1993.
45-  Brianna whiting “the functions and characteristics of many study.com 2017
46-  Sisk, D, A. and Torrance, E, P (2001) spirit intelligence Developing Higher, consciousness buffalo, NY creative Education foundation.
47-  Tupper. w (2002) Entheogens and existential intelligence the use of plant teachers as Cognitive tools Canadian Journal of Eucation (E 1728321).
48-  Smart M and smart , R (1997), children Development and Relation, New York Macmillan Pu .co
49-  Sutherland. P. (1992), Cognitive development today .
50-  Perkins, D and olds 1992 Human development, New York. Mc Graw Hill.