توظيف المسرح التعليمي بين اللعب واللوعبة لطفل ما قبل المراهقة في ضوء تحديات العصر خلال تقنية المسرح الورقي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد التمثيل والإخراج ، قسم العلوم الأساسية کلية التربية للطفولة المبکرة- جامعة دمنهور

المستخلص

تعرضت الدراسة لتوظيف اللوعبة وهي استراتيجية حديثة قائمة على اللعب التربوي، باعتبارها محفزات تعليمية، تتسق وفکر المسرح التعليمي البريختي، الذي يستهدف التغيير والتنوير وبث الوعي، بهدف استعادة طفل ما قبل المراهقة واقعه واستحسانه لمفرداته، ومنحه بدائل قد تعينه على التخلص من الاغتراب في ضوء ما يتعرض له من غزو مباشر خلال سيطرة الوسائل التکنولوجية عليه، في محاولة لاستعادة الدور التربوي للمسرح بوصفه ظاهرة اجتماعية تربط الإبداع بالمجتمع أملاً في تغييره نحو الأفضل، وذلک خلال توظيف عناصر اللوعبة بتقنيات بريخت التغريبية، خلال تقنية المسرح الورقي التي تتميز ببساطة التنفيذ، وتمکين الطفل من المشارکة في عناصر اللعبة المسرحية کافة بشکل تفاعلي إيجابي في مواقف تعليمية حياتية تحقق أهدافاً سلوکية واجتماعية ومهارية وإبداعية، تهدف في نهايتها ارتقاءً معرفياً خلال التفاعل الاجتماعي.
وقد اعتبرت الدراسة أن ما قدمته هو لبنة لن يتم اکتمالها، إلا بتضافر القائمين على مجال الطفولة، واتباعهم الطرق الملائمة في عملية التوجه للطفل، ودمجه في المجتمع خلال المتعة والتعليم.
وقد انتهت الدراسة إلى:

إذا کانت اللوعبة منبثقة من عالم افتراضي إليکتروني خلال ألعاب تعليمية إلکترونية أو تطبيقات تعليمية إلکترونية، يتم التواصل به عن بعد، وإذا کان التربويون قد وظفوا أسلوب اللوعبة بوصفه محفزاً تعليمياً عن طريق المحفزات الإلکترونية أو التقليدية وفق مواقف التعلم في وضعيات تعليمية خاصة بالمنهج الدراسي وتيسيره، فإن الدراسة قد وظفت اللوعبة بشکل تفاعلي مباشر، خلال عالم افتراضي يصنع تفاصيله الأطفال، ويحرکون مفرداته بإرادتهم، فهم من يتحکمون فيه ويلعبون معه لا العکس، خلال تحويل اللوعبة إلى أسلوب أدائي يعمل على تهيئة الطفل فنياً ومهارياً، بأسلوب مبني على المعرفة المنطلقة من تناول إبداعي خلال مشارکة الطفل اللعبة المسرحية في مواقف تعليمية حياتية خاصة بالتفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل في محاوله لإزالة اغتراب الطفل عن واقعه المعيش.
إن الألعاب الجماعية هي وسيلة للنمو الاجتماعي عند الطفل عامة، وطفل مرحلة ما قبل المراهقة خاصة، التي تعد من أخطر المراحل في عمر الطفل، والتي تؤهله لمرحلة المراهقة،  فإذا ما أحسن توجيهها يصبح الطفل متسقاً مع ذاته ومجتمعه، وذلک خلال تنظيم تلک الألعاب وتوجيهها تربوياُ باستخدام تقنيات صناعة اللعبة في مجالات غير اللعب بطرق غير مباشرة، تهدف المتعة والتعليم ذلک ما تبنته اللوعبة، وهو ما هدف إليه بريخت خلال مطالبته بازدواجية الهدف التعليمي مع الهدف الترفيهي الإمتاعي في مسرحه عن طريق إعمال العقل وقوى الخيال خلال اللعب الموجه، الذي يتجاوز سلبيات النمط التقليدي للتعلم، ومن ثم تتضافر عناصر اللوعبة وعناصر التغريب البريختية خلال اجتذاب المتعلم بصورة تدريجية تشويقية تستهدف منحه دوراً إيجابياً في عملية التعلم خلال مشارکته في لعبته التعليمية.
إذا کان هناک علاقة بين اللوعبة والتواصل الاجتماعي تسهم في نمو العلاقات الاجتماعية وتطورها، فالاستمتاع باللعب يجعل الطفل يخلق نوعاً من الاتصال بينه وبين الآخر، مما يؤهله إلى الاندماج في المجتمع، فإن مسرح بريخت التعليمي يدعو المتفرج إلى الدخول معه في اللعبة المسرحية لاستکمال الصورة، والمشارکة الجماعية التفاعلية عن طريق الخيال، ويساعد على إيقاظ الذهن وحشذه واکتشاف العلاقات الاجتماعية والنقد ومعرفة مواطن الاغتراب، من ثم التغيير وإزالتها خلال المعرفة التعلم.
إن حالة الادعاء في التمثيل التي وظفها بريخت لخلق الأثر التغريبي، الذي يخدم أهدافاً تعليمية، توظفها اللوعبة خلال الاتفاق المسبق على اللعب ووضع القواعد والأهداف الإرشادية للعبة التعليمية، هي في أساسها لعب أطفال، وإن اختلف الهدف، لکنه تلقائي وغير مقصود، فکلما ابتعد اللعب التمثيلي للطفل عن الشکل الإيهامي، واتجه إلى الشکل الادعائي الإيحائي، کلما کشف عن نمو ذهني لطفل المرحلة المستهدفة، وهو ما دفع الدراسة لتوظيفه في لعبة مسرحية تعليمية.
بنت الدراسة تواصلها مع الأطفال بناءً تفاعلياً، بدءًا من توظيف عناصر اللوعبة، وصولاً لتضافرها وعناصر التغريب البريختية في إطار ورشة قائمة على اللعب التعليمي خلال المسرح، مستهدفة غرس البذرة الأولى لأسلوب ملائم للتوجه للطفل لتخليصه من حالة انفصاله عن الواقع، وإبدالها بطرق قد تحقق التواصل المباشر الفعال، مع الحرص على تواجد بعض من مشرفيهم ومعلميهم، حتى يکتسبوا الخطوات الإجرائية للفکرة، ويطبقوها بوصفها أسلوباً تعليمياً يستهدف الاستمرارية في مجالات عدة فالمراحل التي مر بها الطفل خلال الورشة جعلته يلعب دور الممثل والجمهور في الوقت ذاته بالتناوب، ومن ثم خرج من اللعبة المسرحية التعليمية، وقد استوعب الرسائل المستهدفة خلال المتعة والتعليم.
تم توظيف تقنية المسرح الورقي، لإنتاج عرض مسرحي يشارک الطفل في مراحله الإجرائية کافة، ويلعب به دور المصمم، والمنفذ، والمؤدي، والمعلم والمتعلم....، فهي تقنية سهلة التنفيذ و ممتعة  وقليلة التکاليف، ولا تتطلب وقتًا أو جهدًا کبيرًا، وتحقق الثراء على مستوى الشکل والمضمون، خلال عرض مسرحي تعليمي تولد عنه کم من الرسائل التوعوية والمعرفية والتنويرية خلال تفاعل اجتماعي مباشر بين الأطفال، ومن ثم تعليمية المسرح.

 
1-     جاک دي سوشيه "برتولد بريخت" ت: صباح الجهيم (دمشق، وزارة الثقافة 1993) ص8.
2-     برتولد بريخت "دراما التغيير" ت: تيس الزبيدي (سوريا، دار کنعان للدراسات والنشر، 2004)، ص 308.
3-     الحاضنة التکنولوجية للمبتکرين جامعة الطفل، الأطفال من عمر 10: 12 عام (جامعة دمنهور، نوفمبر 2019).
4-     نبيل الحفار (د) "برتولد بريخت" – حياته وأعماله- مجلة الحياة المسرحية ع 4، 5 (دمشق، وزارة الثقافة 1978) ص 90.
5-    برتولد بريخت "مسرح تسلية أم مسرح تعليم" ت: يسري خميس، مجلة المسرح السينما ع58 (القاهرة، المؤسسة المصرية للتأليف والنشر، ديسمبر 1968)، ص 36، وانظر في: نبيل الحفار، سابق ذکره، ص 194.
6-     محمد بري العواني "دراسات مسرحية نظرية وتطبيقية" (دمشق، منشورات الهيئة العامة السورية للکتاب 2013) ص 18.
7-     برتولد بريخت "مسرح تسلية أم مسرح تعليم" سابق ذکره، ص 37.
8-     جوليان هلتون "نظرية العرض المسرحي" ت: نهاد صليحة (د) (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب 1994) ص 104.
9-     منى سعد أبو سنة (د) "الاغتراب في المسرح المعاصر" عالم المفکر، مج 10، ع1، (الکويت، وزارة الإعلام 1979) ص 151.
10-  Walter Benjamin “Under Standing Brecht”: (London- NLB 1977)  P. 18, 19.       
11- منى سعد أبو سنة، سابق ذکره، ص 149.
12- عبد الغفار مکاوي، "أثر الاغتراب" مجلة الشعر" (القاهرة، 1964)، ص 68.
13- انظر في: أحمد عتمان "قناع البريختية" مجلة فصول، ع3 (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب، إبريل- مايو-يونيو 1982) ص 38.
14- منى سعد أبو سنة، سابق ذکره، ص 151.
15-      John Willett “The Theatre of Bertolt Brecht” (London Methuen 1977).
16- إبراهيم حمادة "مفهوم التغريب في مسرح بريخت" مجلة المسرح والسينما، ع 57 (القاهرة، المؤسسة المصرية للتأليف والطباعة والنشر، سبتمبر 1978)  ص 32.
17-      Brecht “Brectton لإhe atre (ed) John Willett (London Methuen 1978) P. 106.
18- نفسه.
وانظر في: عزة الملط (د) "نظرية العرض المسرحي بين مسرح الطفل والمسرح المعاصر" مخطوط دکتوراه (غير منشور) (قسم المسرح، کلية الآداب، جامعة الإسکندرية، 2001) ص 131.
19- يوسف قطامي (د) "نمو الطفل المعرفي واللغوي" (الأردن، الأهلية للنشر والتوزيع 2000) ص 251.
20- صالح محمد أبو جادو (د) "علم النفس التربوي" (عمان، دار الميسرة 2000) ص 88، 100.
21-      Peter Slade “Child Drama, 11th impression (Hodder and sotoughton, 1980) P. 23, 25, 29.
22- انظر في: ج. ل. ستيان "الدراما الحديثة بين النظرية والتطبيق" ت: محمود جمول (دمشق، منشورات وزارة الثقافة 1995) ص 575، 578، وانظر في: برتولد بريخت "نظرية المسرح الملحمي" ت: جميل نصيف (د) (العراق، وزارة الإعلام 1973) ص 137.
23- انظر في: يوسف قطامي، سابق ذکره، ص 81، 82.
24- انظر في: عزة الملط، سابق ذکره، ص 150.
25- ديفيد کريتشي وآخرون، "سيکولوجية الفرد والمجتمع" ت: حامد عبد العزيز الفقي، سيد خير الله، (القاهرة، الأنجلو المصرية 1974) ص 220.
26-      Lisa Miller “Under Standing your 10 year old”, (London, 1993, P. 26)
وانظر في: نجية محمد، "ما قبل المراهقة مرحلة هامة جداً يغفل عنها الکثير:
Elosrah. Com 5/7/2015
27- أحمد صقر (د)، "العلاقة بين المسرح بوصفه ظاهرة احتفالية اجتماعية وبين الحيز المکاني" (الأدب والفن 7/3/2011) m.ahewar.org
28- نهاد صليحة (د) "المسرح بين النص والعرض" (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب 1999) ص 73، 74.
29- انظر في: جمال محمد کامل (د) "تنمية مهارات الحس العدي لدى طفل الروضة في ضوء برنامج قائم على أسلوب التعليب" المجلة العلمية، ع9، (کلية رياض الأطفال، جامعة بورسعيد، يوليو 2016)، ص 37.
30- نفسه ص20، وانظر في:
Stamp fl. Nora. S "Dievev spisiette Gesells chaft Gamification oder Leben in Zeilater des computers Piels, Hannover Heise-zeits chriften verlog GmbH and cok, 2018, P. 33, 35.
Kiven .w “Coursera Gamification Couse sylla bus. The wharton school univ of pennsy Lvannia  A vaila bleat, 2012, p. 49, 56.
31- کريستوفر اينز "المسرح الطليعي" ت: سامح فکري (القاهرة، إصدارات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 1999) ص25.
32- انظر في: برتولد بريخت "نظرية المسرح الملحمي"، سابق ذکره، ص 254، 255.
وانظر في: محمد صديق، "بداية الطريق إلى النظرية الملحمية في المسرح"، مجلة القاهرة، ع59 (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب مايو 1989) ص32.
33-     مصطفى القايد (د) "ماذا نعني بالتلعيب في التعليم؟" الواجهة 2/1/2015 new.educ.com.
34- انظر في: بثينة الهدلق "التلعيب 11/4/2016
Bothaina Ihdlg bolog sopt. Blog.
وانظر في: محمد الحيلة "الألعاب التربوية" (الأردن، دار الميسرة، 2003، ص 28)
35- روث. م "نظرية بياجيه في الارتقاء المعرفي" ت: سعد الأسدي، صالح حميد (بيروت، دار الشئون الثقافية العامة 2008) ص 102.
36-    Joker Laai Laai Kaicho/ mobile.t.witter.com
37-    ww.kamishibai.com/pdf/ Kamishibai stage.
38- نفسه.
39- عبد الله محمد الطيب "کتاب وکامبيشيباي" 12/2/2010.
Lapastèque Parlanfe Abdallah Mohamed Attayeb texte etill ustration isbn: www.edition on sgran dir-fr.
40- أحمد الدحرشي "احتفاء باليوم العالمي للکتاب- عروض فن الکامبيشيباي لفائدة الطفل- (المغرب، إبريل 2018)؛ وانظر في: أحمد الدحرشي "المسرح التجريبي الياباني القديم "کامبيشيباي" 2/3/2106 القسم الثقافي لجماعة العرائس والمرکز الثقافي الإقليمي mfacebook.com.
41- فاتن الوکيل "قصة المسرح الورقي للعرائس"- الفن يترک خشبته ويذهب لجمهوره، 24/9/2018 cbc.eg.com.
42- محمد البدري "المسرح الورقي وأبو شهبة" ثقافة الإسکندرية (الأحد، 16/9/2019)  Masrawy.com.
43- عاطف أبو شهبة " المسرح الورقي قديم لم نکن نعرفه" المصري اليوم 25/8/2018.
44- شرين الجلاب "نص إت إت غير" (غير منشور).
45- انظر في: نعمة القاضي "مفاهيم تربوية حديثة"- ما هو أساس التلعيب؟ -(القاهرة، دار اليوم السابع 26/6/2015)
https//cairodar.youm7.com.
انظر: بثينة الهدلق، سابق ذکره
46-      Pelling 'The shart prehis tory of gamification Avislabeat.
https://nadod one word press.com
وانظر في : جمال کامل، سابق ذکره، ص 34.
47- انظر في: برتولد بريخت "نظرية المسرح الملحمي، سابق ذکره، ص 139.
48- نفسه ص 140.
49- انظر في: جلال الهجرسي "بين الإيهام وکسر الإيهام في المسرح" مجلة المسرح ع 20 (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب، يوليو 1990) ص 10، وانظر في: عزة الملط، سابق ذکره، ص 126.
50- أبو الحسن سلام (د) "مسرح الطفل" (الإسکندرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر 2004) ص 60.
51- برتولد بريخت "نظرية المسرح الملحمي، سابق ذکره، ص 133، 140.
52- نفسه ص 131.
53- مقتبس في: جلال الهجرسي، سابق ذکره، ص 11.
54- انظر في: رونالد جراي "بريخت" ت: نسيم مجلي (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب 1972) ص 84، 85.
55- رشاد رشدي "نظرية الدراما من أرسطو إلى الآن" (القاهرة، الأنجلو المصرية 1981) ص 103.
56- رونالد جراي، سابق ذکره، ص 88.
57- برتولد بريخت "ملاحظات حول دائرة الطباشير "ت: ليلى جاد، مجلة المسرح، ع58 (القاهرة، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، ديسمبر 1965، ص 30.