أثر تحديات المشروع الصهيوني في البنية الفکرية للنص المسرحي الاسرائيلي بعد قيام دولة اسرائيل - من عام 1948 الى عام 1973- (دراسة تحليلية )

المؤلف

أستاذ الدراما والنقد المساعد - قسم الدراسات المسرحية - کلية الاداب – جامعة الاسکندرية

المستخلص

بدأت الحرکة الصهيونية الحديثة أواخر القرن التاسع عشر ، حيث استطاعت أن تخلق لنفسها الشرعية العالمية عن طريق اعتمادها على المعتقدات الدينية التوراتية ، مع استغلال الوضع الاجتماعي لليهود ومعاناتهم في شتى أنحاء العالم فيما يطلق عليه معاداة السامية .  وتستمد الصهيونية مبادئها من الکتب المقدسة والتي تنص على أن فلسطين قد أعطيت لهم من الرب ، حيث يعتبرون أنفسهم المختارون في الأرض وأن الوعد الإلهي يعطيهم الحق في امتلاک أرض الميعاد من النيل إلى الفرات . نجحت الصهيونية  في تحقيق هدفها بفعل العمل الجاد لمؤسساتها- وخاصة الثقافية منها- حيث رسمت لکل منها خطوات واضحة لتنفيذ المشروع الاستيطاني، فأصبح المسرح مؤسسة قومية صهيونية ، فقدم ما يبعث الهمم لخلق وتشکيل اليهودي القادر على تنفيذ المهمة الاستعمارية الصهيونية . لقد ابتعد المسرح  العبري عن کونه أدباً عالمياً  حيث کان للترکيز على الخطاب الصهيوني في المسرحية أثره في التخلي عن النواحي الفنية . وانتهى الأمر بنجاح المشروع الصهيوني، وتحقيق الهدف الأسمى والأول بإقامة دولة إسرائيل عام 1948 . وبعد نجاح الصهيونية في إقامة الدولة تمهيداً للتوسع والسيطرة على إسرائيل الکبرى اکتشف الشعب اليهودي أن دولة إسرائيل الحديثة لم تکن أبداً تماثل المشروع الصهيوني الذي أمل في توحيد اليهود في بوتقة کقوة واحدة ، لقد عاش الشعب اليهودي سلسلة من الحروب والصراعات مع الآخر على مدى خمسة وعشرين عاماً بعد إقامة دولة إسرائيل ، تلک الفترة التي أظهرت تباين أفراد الشعب الواحد في التوجهات الفکرية . لم يکن هذا هو التحدي الوحيد الذي واجه المشروع الصهيوني بل إن مشکلات الواقع المعاش بدأت في فرض نفسها والتي کان أبرزها التمييز بين الفئات اليهودية المختلفة داخل الدولة ،  حيث تفرق الحکومة الإسرائيلية  منذ نشأة دولتهم بين يهود الشرق (السفارديم) ويهود الغرب (الأشکيناز) الأمر الذي أنتج  صراعات داخلية ومواجهات دائمة مع الحکومة الإسرائيلية مما ينذر بخلخلة في بنية الکيان الصهيوني . لم يکن الخطاب المسرحي على المستوى النصي بعد إقامة دولة إسرائيل وعلى مدى خمسة وعشرين عاما بعيداً عن تلک التحديات ، فمعاناة المواطن اليهودي  قد أثرت على المؤسسة المسرحية الصهيونية نفسها، فأصبح الخطاب المسرحي معبراً ومعارضاً عن ما مر به المجتمع اليهودي من مشکلات سياسية واجتماعية . ولکن لم تترک الحکومة العنان للفن في التعبير أو المعارضة بل أحکمت رقابتها على کل صوت معارض قد يهدد الدولة الجديدة . ان قوة التحديات التي ظهرت على أرض الواقع عرضت الصهيونية لعدة اهتزازات تنذر بضرب أهدافها في استمرار بقاء الشعب اليهودي على العهد، بل قد يتعدى الأمر إلى عزوف اليهود أنفسهم عن الالتزام بالاستقرار في الأرض الجديدة .

1-أحمد متاريک، عندما رج زلزال کيبور إسرائيل، اليوم الجديد، 2019، Alyoumnews.com.
2-أدب عبري b.way95.net
3-أدب عبري at /wikizero.com
4-أدب عبري ، الحرب في الفکر اليهودي الصهيوني وانعکاساتها في الأدب العبري المعاصر (نصوص مختارة ) wikizero.com
5-أمطانس شحادة، نبيل الصالح، التصدعات في المجتممع الإسرائيلي 2012،                     Plalestine.a ssfir.com.
6-أنطوان شلحت، المسرح الإسرائيلي بدأ طريقة مستسلماً للرقابة الفکرية الرسمية، 2008.
Diffah.alaraby.com.
7-أنطوان شلحت، خداع الذات (المسرح الإسرائيلي وحرب 1967)، المرکز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية alraqamia.com
8-الحرب في الفکر اليهودي الصهيوني وانعکاساتها في الأدب العبري المعاصر،نصوص مختارة، wikizero.com
9-جلندا ابرامسون : "الدراما والأيديولوجيا في اسرائيل" ،ترجمة ايمان حجازي،وزارة الثقافة،اکاديمية الفنون، مرکز اللغات والترجمة،2002
10- رشاد عبد الله الشامي، الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية، الکويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون و الآداب، عالم المعرفة
11- رشاد عبدالله الشامي : "متاهات الأدب والفکر الاسرائيلي" ، القاهرة ، الدار الثقافية للنشر،2005
12-سماح خميس أبو الخير، الدعم المسرحي للمشروع الصهيوني حتى قيام دولة إسرائيل عام 1948، مجلة کلية الآداب، 2013.
13- شکري عبد الوهاب: " المسرح اليهودي سنوات في خدمة الصهيونية العالمية " ، البيطاش سنتر للنشر والتوزيع ، 1999
14-عدنان کومنسي، مجلة النظرية والنقد، العدد 11، معهد فان لير، القدس.
15-نبيل راغب، ناصر 67 شهادة إسرائيلية، مکتبة مدبولي
16-نزيه بريک، الفصل والتمييز في الفکر الصهيوني، الجمعية الدولية للمترجمين اللغويين العرب، 2009 showethread /wata.cc/forums
17-   يوسف الشايب ، عنصرية المجتع الاسرائيلي في مرآة المسرح atitheatre.ae